زيادة كبيرة في صادرات النفط الإيراني إلى الصين؛ رقم قياسي جديد في مسار التعاون في مجال الطاقة
نقلاً عن وكالة رويترز، أعلن محللون غربيون أن زيادة صادرات النفط من روسيا وإيران إلى الصين، التي تُعد أكبر مستورد للنفط في العالم، ساهمت جزئياً في تقليل المخاوف بشأن المعروض، مما خفف الضغط التصاعدي على أسعار النفط العالمية.
عقوبات أمريكية على ناقلات النفط
فرضت واشنطن عقوبات متعددة على السفن والكيانات التي تشارك في نقل النفط الخاضع للعقوبات الأمريكية. وفي حزمة العقوبات الصادرة في 10 يناير، تم استهداف أكثر من 140 ناقلة نفط، وهو ما يعادل حوالي 42% من إجمالي صادرات النفط الروسي المنقولة بحراً. وقد أدت هذه الإجراءات إلى ارتفاع تكلفة النقل البحري.
زيادة نشاط ناقلات النفط غير الخاضعة للعقوبات
أعلنت إيما لي، المحللة في شركة Vortexa، أن تكلفة شحن خام ESPO من ميناء كوزمينو الروسي إلى الصين تضاعفت ثلاث مرات، مما دفع ما لا يقل عن 17 ناقلة نفط غير خاضعة للعقوبات إلى الانضمام لهذا المسار بين 11 يناير و20 فبراير.
ووفقًا لبيانات شركة LSEG المالية، انضمت 11 ناقلة جديدة إلى الأسطول الذي ينقل النفط الروسي إلى الصين. كما أكّد تجار النفط أن تكلفة النقل من الشرق الأقصى الروسي إلى شمال الصين تراوحت مؤخرًا بين 4 و4.5 مليون دولار.
وبحسب معلومات شركة Vortexa، تمكنت الناقلات غير الخاضعة للعقوبات من زيادة نقل خام ESPO إلى 920 ألف برميل يوميًا في فبراير، مقارنةً بـ 860 ألف برميل يوميًا في يناير. ومع ذلك، انخفضت عمليات تسليم خام ESPO إلى الصين إلى 780 ألف برميل يوميًا خلال فبراير.
دور الموانئ الصينية الجديدة في استيراد النفط الإيراني
وفقًا لبيانات شركة Kpler وتصريحات التجار، قامت ناقلة النفط Daban في أوائل فبراير بشحن نحو مليوني برميل من النفط من ثلاث ناقلات أصغر. وكانت هذه الناقلة تُستخدم سابقًا لنقل النفط الإيراني إلى الصين، وقد شوهدت مؤخرًا في مسارها نحو ميناء Yantai الصيني.
وكانت رويترز قد ذكرت في تقارير سابقة أن بعض الموانئ الصينية الجديدة، مثل Dongying Shandong وZhoushan في شرق الصين، أصبحت قادرة على استقبال الناقلات الخاضعة للعقوبات.
زيادة تدفق النفط الروسي إلى الصين
يعتقد ريتشارد برونز، مدير الجيوسياسة في شركة Energy Aspects، أن تزايد تدفقات النفط الروسي إلى الصين يعود إلى انخفاض عمليات التكرير في المصافي الروسية نتيجة للهجمات الأوكرانية بطائرات مسيّرة. وهذا الأمر جعل المزيد من النفط الخام متاحًا للتصدير.
بالإضافة إلى ذلك، أدى تباطؤ الصادرات إلى تركيا وغيرها من الوجهات بعد العقوبات الأمريكية الجديدة في يناير إلى زيادة صادرات خام الأورال الروسي إلى الصين.
ارتفاع صادرات النفط الإيراني إلى الصين
تُظهر بيانات شركة Vortexa أن واردات الصين من النفط الإيراني بين 1 و20 فبراير وصلت إلى 1.4 مليون برميل يوميًا، مقارنةً بأقل من 800 ألف برميل يوميًا في يناير.
كما تجاوزت واردات النفط الإيراني إلى مقاطعة شاندونغ الصينية 1.1 مليون برميل يوميًا، وهو معدل أعلى من متوسط عام 2024.
وبحسب بيانات Kpler، ارتفع متوسط واردات الصين من النفط الإيراني من 692 ألف برميل يوميًا في يناير إلى 771 ألف برميل يوميًا في فبراير.
وتشير رويترز إلى أن الاختلاف بين بيانات الشركتين يرجع إلى الأساليب المختلفة التي تستخدمها كل منهما في تتبع ورصد ناقلات النفط.