انعكاسات زيارة ترامب إلى السعودية على سوق النفط؛ دلالة على تغير الموازين
صرح خبير في مجال الطاقة حول تداعيات زيارة دونالد ترامب إلى السعودية وتأثيرها على سوق النفط العالمي بأن الولايات المتحدة تمر عملياً بفترتين مختلفتين من حكم ترامب. ففي الفترة الأولى، كان شعار الحكومة “أمريكا أولاً” مع التركيز على المصلحة الوطنية، أما في الفترة الثانية، فالشعار “إعادة العظمة لأمريكا” يشير إلى أن واشنطن لم تعد ترى نفسها في موقعها السابق. ويبدو أن النفط والطاقة من بين الأدوات التي تستخدمها أمريكا لاستعادة قوتها.
وأضاف الخبير أن شركة أرامكو حققت أرباحاً صافية تقارب 200 مليار دولار في العام الماضي، مما يعكس الدور الحيوي للشركة في اقتصاد السعودية. وخلال زيارة ترامب الأخيرة إلى منطقة الخليج، تم توقيع عقود بقيمة تجاوزت 90 مليار دولار بين الرياض وواشنطن، منها عقد لشراء 1.2 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنوياً لمدة 20 سنة.
وأشار المحلل أيضاً إلى الخطط الطموحة للسعودية في مجالات السياحة والثقافة، حيث تعتزم المملكة جذب الاستثمارات وتوقيع عقود مع شركات أمريكية لرفع حجم الاستثمار إلى تريليون دولار. وعلى الرغم من أن بعض الاتفاقيات السابقة لم تُنفذ بعد، إلا أن هذه الخطط تعكس إرادة الرياض الجادة للابتعاد عن الاقتصاد المعتمد بشكل كبير على النفط.
وتابع الخبير مؤكداً أن انخفاض أسعار النفط إلى أدنى مستوى له خلال أربع سنوات قد ألحق خسائر مالية جسيمة بدول الخليج، لا سيما السعودية. حيث خفض صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد السعودي لعام 2025 من 3.3٪ إلى 3٪، مما يثير تساؤلات حول قدرة المملكة على الوفاء بالتزاماتها الاقتصادية التي تبلغ 600 مليار دولار.
كما أشار إلى أن العلاقات النفطية بين السعودية وأمريكا تمتد لعقود طويلة ومعقدة، وكانت قائمة على نظام البترودولار، ولكن الولايات المتحدة لم تعد تعتمد كما في السابق على واردات النفط من السعودية. هذا التغير في النهج كان له أثر واضح على سياسات أمريكا الإقليمية وخاصة في الشرق الأوسط، وقد يؤثر على طبيعة العلاقات الثنائية بين البلدين.
