انخفضت أسعار النفط العالمية يوم الثلاثاء نتيجة استمرار الخلافات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وهما أكبر اقتصادين في العالم. وقد أدت هذه الحرب التجارية إلى تراجع توقعات المستثمرين بشأن نمو الطلب العالمي على النفط، ما ألقى بظلال من الشك على آفاق السوق.
حتى الساعة 6:35 صباحًا بتوقيت غرينتش، تراجع سعر خام برنت بمقدار 51 سنتًا (أي بنسبة 0.8%) ليصل إلى 65.35 دولارًا للبرميل، بينما انخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 50 سنتًا ليبلغ 61.55 دولارًا للبرميل. ويُذكر أن كلا المؤشرين قد شهدا انخفاضًا بأكثر من 1% في تعاملات يوم الاثنين.
أكدت “بريانكا ساشدفا”، كبيرة محللي الأسواق، أن تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين قد يدفع الاقتصاد العالمي نحو الركود، وهو ما يشكل مصدر قلق كبير في سوق النفط. وأضافت أن غياب مؤشرات واضحة على تعافي الطلب في الصين يشكل عاملاً رئيسيًا في هذا الانخفاض.
وأشارت استطلاعات رأي حديثة إلى أن العديد من الاقتصاديين يحذرون من أن السياسات التجارية التي ينتهجها دونالد ترامب، مثل فرض رسوم جمركية شاملة على الواردات، قد تزيد من خطر الركود العالمي هذا العام. وقد ردت الصين بالمثل عبر فرض رسوم على المنتجات الأمريكية، ما فاقم الأزمة وزاد من غموض توقعات الطلب العالمي على النفط.
من جهته، خفّض بنك باركليز توقعاته لسعر خام برنت في عام 2025 بمقدار 4 دولارات ليصل إلى 70 دولارًا للبرميل، مستندًا إلى تصاعد التوترات التجارية والتغيرات المحتملة في استراتيجية إنتاج تحالف أوبك+، محذرًا من أن فائض المعروض اليومي قد يصل إلى مليون برميل.
وفي السياق ذاته، ذكرت مصادر قريبة من “أوبك+” أن بعض الأعضاء سيقترحون زيادة الإنتاج في شهر يونيو للمرة الثانية على التوالي، وهو ما قد يؤدي إلى مزيد من الانخفاض في الأسعار.
كما تشير التقديرات الأولية إلى أن مخزونات النفط الخام الأمريكية قد ارتفعت بنحو 500 ألف برميل خلال الأسبوع المنتهي في 15 أبريل، مما يزيد من الضغوط النزولية على الأسعار.