التقى محسن باكنجاد، نائب وزير النفط الإيراني، يوم الثلاثاء (11 فبراير) مع رشيد ميريدوف، وزير الخارجية التركماني، حيث أكد على أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وصرّح قائلاً: “آمل أن نتمكن من إقامة تعاون مثمر.” كما شدد على أن السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية تولي أهمية كبيرة للتفاعل البنّاء مع الدول المجاورة، وخاصةً تركمانستان باعتبارها دولة صديقة وشقيقة.
توسيع العلاقات الاقتصادية في ظل الحكومة الإيرانية الرابعة عشرة
أوضح باكنجاد أن الحكومة الإيرانية الرابعة عشرة، بقيادة مسعود بزشكيان، أعطت الأولوية لتعزيز العلاقات الاقتصادية، لا سيما في قطاع النفط والغاز. وأضاف أن هذه القضية كانت محور المناقشات بين الرئيس الإيراني والقائد الوطني لتركمانستان خلال زيارة الرئيس الإيراني إلى عشق آباد في الصيف الماضي، وكذلك خلال المكالمة الهاتفية الأخيرة بين القائدين. ويعمل البلدان على استغلال إمكانياتهما المشتركة لزيادة التعاون الثنائي وتعزيز العلاقات الاقتصادية.
إيران: ثاني أكبر شريك غازي لتركمانستان منذ الاستقلال
أكد وزير الخارجية التركماني، رشيد ميريدوف، خلال الاجتماع أن العلاقات الودية بين إيران وتركمانستان كانت مستمرة دائمًا، وشهدت في السنوات الأخيرة تطورًا جديدًا أدى إلى زيادة التعاون الثنائي في مختلف القطاعات.
وأشار ميريدوف إلى أن أحد أهم مجالات التعاون بين البلدين هو قطاع النفط والغاز، حيث تعدّ إيران ثاني أكبر شريك غازي لتركمانستان منذ استقلالها. كما تطرق إلى المكالمة الهاتفية الأخيرة بين القائد الوطني التركماني والرئيس الإيراني، حيث ناقشا قضايا استراتيجية عدة لتعزيز التعاون الثنائي، بما في ذلك التعاون في مجالات الكهرباء والغاز والنقل وغيرها من القطاعات الاقتصادية. وأكد أن هذه المحادثات تلعب دورًا مهمًا في تعميق العلاقات بين البلدين.
تاريخ التعاون الغازي بين إيران وتركمانستان
بدأ التعاون بين إيران وتركمانستان في مجال الغاز منذ تسعينيات القرن الماضي، وخلال هذه الفترة صدّرت تركمانستان نحو 107 مليارات متر مكعب من الغاز إلى إيران، مما يعكس عمق العلاقات الاقتصادية بين البلدين في قطاع الطاقة.
وقد نجح البلدان في هذا المجال على مدار السنوات الماضية، وهما الآن بصدد وضع خطط جديدة لزيادة التعاون في تصدير ونقل الغاز.
آفاق التعاون المستقبلي في مجال النفط والغاز
أكد وزير الخارجية التركماني أن التجارب الناجحة للبلدين في التعاون الغازي تمثل أساسًا قويًا لتوسيع الشراكة في هذا المجال. وأوضح أن المفاوضات مع وزارة النفط الإيرانية كانت إيجابية وبنّاءة، وأن تركمانستان تسعى إلى مواصلة وتوسيع هذا التعاون.
ومن بين القضايا الأخرى التي نوقشت بين البلدين، تطوير المشاريع المشتركة في قطاعي النقل والطاقة. وبالنظر إلى الموقع الاستراتيجي لإيران وتركمانستان، يمكن لهما أن تلعبا دورًا مهمًا في تأمين إمدادات الطاقة الإقليمية. ومن شأن هذا التعاون الجديد أن يعزز حجم التبادل التجاري ويساهم في النمو الاقتصادي للبلدين.
الخاتمة
إن تعزيز التعاون في مجال النفط والغاز بين إيران وتركمانستان لا يقتصر على تلبية احتياجات البلدين فحسب، بل يفتح أيضًا آفاقًا اقتصادية جديدة على المستوى الإقليمي والدولي. وبالنظر إلى الإمكانيات المتاحة، من المتوقع أن يشهد هذا التعاون نموًا متزايدًا في المستقبل القريب، مما سيؤدي إلى تعميق العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين.