روسيا ترفع صادراتها النفطية من القطب الشمالي إلى سوريا؛ مصفاة بانياس تعود إلى العمل
وفقاً لمصادر صناعية وبيانات تحليلية من مجموعة بورصة لندن (LSEG)، زادت روسيا بشكل كبير من صادراتها من النفط الخام من ميناء مورمانسك في القطب الشمالي إلى ميناء بانياس السوري خلال الأشهر الأخيرة.
لطالما اعتبرت روسيا سوريا ممرًا استراتيجيًا لتعزيز وجودها الاقتصادي والعسكري في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ويظل تعزيز خطوط إمداد الطاقة إلى سوريا أولوية بالنسبة للكرملين.
تغيّرات سياسية وقواعد روسية
في أعقاب التحولات السياسية الأخيرة في سوريا، أعلن مسؤولون في الكرملين في يناير أن مواقعهم العسكرية في طرطوس وقاعدة حميميم قرب اللاذقية تواجه ضغوطاً متزايدة. ومع ذلك، تجري موسكو حالياً محادثات مع الحكومة السورية الجديدة للحفاظ على تلك القواعد وتوسيعها.
ناقلات نفط خاضعة للعقوبات تنقل الخام الروسي
تشير بيانات الشحن إلى أن ناقلة النفط “مايتزل”، التي تخضع للعقوبات الأميركية، قد حمّلت نحو 140 ألف طن من النفط الروسي من مورمانسك وهي في طريقها إلى بانياس. كما أرسلت ناقلات أخرى مثل “ساكينا” و”أكواتيكا” و”سابينا” شحنات من الخام إلى سوريا في مارس وأبريل.
بلغ إجمالي صادرات روسيا من النفط الخام إلى سوريا منذ بداية عام 2025 حوالي 350 ألف طن، أي ما يعادل 2.6 مليون برميل تقريباً.
التفاف على العقوبات وعودة بانياس للعمل
في ظل تصاعد العقوبات الأميركية على شركات الطاقة الروسية مثل “غازبروم نفت”، تسعى موسكو إلى إيجاد أسواق بديلة مثل سوريا. إلى جانب النفط الخام، صدّرت روسيا أيضاً كميات كبيرة من الديزل إلى سوريا هذا العام.
وفي أبريل، أعلنت وزارة النفط السورية أن مصفاة بانياس استأنفت العمل بعد تلقي شحنات جديدة من الخام الروسي. وكانت المصفاة، وهي الأكبر في سوريا، قد توقفت عن العمل في ديسمبر 2024 بسبب نقص حاد في الإمدادات.
أزمة طاقة واعتماد متزايد
في ظل التراجع الحاد في إنتاج النفط المحلي والتحديات الاقتصادية والعقوبات المستمرة، أصبحت سوريا تعتمد بشكل متزايد على الواردات. ويعتقد الخبراء أن استمرار الدعم الروسي سيكون له دور محوري في دعم البنية التحتية للطاقة والاستقرار الاقتصادي في البلاد.