شهدت صناعة النفط والغاز في إيران خلال عام 1403 هـ.ش (2024 ميلادي)، عامًا حافلًا بالإنجازات التاريخية، حيث سجلت أرقامًا قياسية جديدة في الإنتاج، مما شكّل خطوة كبيرة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة وتعزيز التنمية الاقتصادية. شملت أبرز الإنجازات زيادة القدرة الإنتاجية من النفط والغاز، إطلاق مشاريع كبرى، وتطوير الحقول المشتركة.
وفقًا لتقرير شركة النفط الوطنية الإيرانية، بلغت الطاقة الإنتاجية للغاز الخام مستوى غير مسبوق وصل إلى 1106 ملايين متر مكعب يوميًا، في حين سجّل حقل بارس الجنوبي رقمًا قياسيًا جديدًا بإنتاج 716 مليون متر مكعب من الغاز الغني، مما يُعد نقطة تحول في تاريخ هذا الحقل المشترك. كما شهد إنتاج النفط نموًا ملحوظًا بفضل تشغيل آبار جديدة في مناطق الجنوب والغرب، مثل سپهر، جفیر، کارون وأروندان.
وبهدف معالجة اختلال التوازن في إمدادات الغاز خلال فصل الشتاء، تمكنت الشركة من زيادة الإنتاج بمقدار 30 مليون متر مكعب يوميًا قبل بداية البرد، مما حال دون وقوع أزمة في القطاعات السكنية والصناعية. وتم تسجيل رقم قياسي جديد بتسليم 870 مليون متر مكعب من الغاز إلى الشبكة الوطنية في شهر فبراير.
وفي مجال تطوير الحقول، انطلقت مشاريع كبرى لتعزيز الإنتاج من الحقول المشتركة مثل یادآوران، آزادگان، سومار، سامان ودلاوران. وتمكنت خطة تطوير حقل یادآوران، باستثمار 350 مليون دولار، من توفير قدرة إنتاجية تصل إلى 42 ألف برميل من النفط يوميًا. كما أُنجزت آبار جديدة في حقل كيش الغازي، ما أضاف 14 مليون متر مكعب من الغاز يوميًا إلى الإنتاج الوطني.
ومن بين أبرز أحداث العام، توقيع عقد ضخم بقيمة 17 مليار دولار لتعزيز الضغط في حقل بارس الجنوبي، والذي من المتوقع أن يحقق أكثر من 780 مليار دولار من الإيرادات بحلول عام 1430 هـ.ش، ويوفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لأكثر من 67 ألف شخص.
وفي الجانب الاستثماري، تم الحصول على موافقة لتسهيلات مالية بقيمة 3 مليارات دولار، مما سيؤدي إلى رفع إنتاج النفط الخام من 1.9 مليون إلى 2.189 مليون برميل يوميًا. كما تم إعداد أكثر من 100 حزمة استثمارية لجذب المستثمرين المحليين والأجانب.
إلى جانب التطور الصناعي، أولت شركة النفط الوطنية اهتمامًا خاصًا بالمسؤولية الاجتماعية. فقد تم إطلاق 621 مشروعًا إنشائيًا ذا منفعة عامة بقيمة 28 ألف مليار ريال، إلى جانب استثمار 130 ألف مليار ريال في المناطق المحرومة بمحافظة خوزستان.
الجدير بالذكر أن العديد من المشاريع هذا العام تم تنفيذها باستخدام معدات وتقنيات محلية بنسبة تتراوح بين 70% و85%، بما في ذلك وحدة إزالة الأملاح في أهواز التي زادت إنتاج النفط بمقدار 15 ألف برميل يوميًا، وبناء الجاكت البحري في حقل بلال الغازي، الذي تم تصميمه وتصنيعه بالكامل بأيدٍ إيرانية.
ويرى الخبراء أن أداء قطاع النفط الإيراني خلال عام 1403 هـ.ش لا يتميز فقط من الناحية الفنية والاقتصادية، بل يعكس أيضًا قدرة البلاد على تجاوز العقوبات وتحقيق التنمية المستدامة.