اليوم، السبت ۱۸ إسفند، حضر الرئيس مسعود پزشكيان حفل توقيع عقود مشروع تعزيز الضغط في حقل بارس الجنوبي للغاز المشترك، حيث أعرب عن تقديره لجهود وزارة النفط وقدم اعتذاره لجميع المنتجين والصناعيين بسبب النواقص التي حدثت في توفير الطاقة خلال الشتاء الماضي. وأكد، رغم التحديات الموجودة، أنه لم يتم قطع الغاز عن المواطنين، وذلك بفضل الجهود الكبيرة التي بذلتها الحكومة وتعاون الشعب. كما شكر المواطنين على مشاركتهم في حملة “درجتين أقل”، مشيراً إلى أن مشاركة أوسع كانت ستؤدي إلى نتائج أكثر إيجابية.
ضرورة خفض استهلاك الطاقة والتحديات الحالية
وأشار پزشكيان، خلال كلمته، إلى أهمية إدارة استهلاك الطاقة، قائلاً: «لقد شهدنا نمواً في إنتاج النفط الخام والديزل والمنتجات البترولية الأخرى، ولكن المشاكل التي نواجهها اليوم لم تظهر بين ليلة وضحاها». وأوضح أن هذه التحديات هي نتيجة لعقود من أنماط الاستهلاك غير المستدامة، وضعف البنية التحتية، والسياسات الطاقوية غير الفعالة، مؤكدًا أن التغلب عليها يتطلب تخطيطًا دقيقًا، وتنفيذ سياسات فعالة، وتعاونًا شاملاً من المواطنين.
وشدد على ضرورة نشر ثقافة ترشيد استهلاك الطاقة في البلاد، مضيفًا: «خفض الاستهلاك لا يساعد فقط في الحفاظ على الموارد، بل يقلل أيضًا الضغط على البنية التحتية ويضمن استدامة الطاقة».
إدارة الطاقة في الصيف؛ تحدٍّ جديد
وتطرق الرئيس إلى تجاوز تحديات الشتاء بنجاح، لكنه حذّر من مواجهة تحديات أخرى خلال فصل الصيف فيما يتعلق بإمدادات الكهرباء والمياه. وقال: «كما تمكنا، بفضل تعاون وزارات النفط والطاقة والداخلية، من اجتياز فصل الشتاء القاسي، يجب أن نكون مستعدين للصيف والتحديات المرتبطة بالمياه والكهرباء».
واقترح پزشكيان إطلاق حملة مشابهة لحملة “درجتين أقل” التي نُفذت في الشتاء، بهدف ترشيد استهلاك المياه والكهرباء خلال فصل الصيف. وأكد أن تغيير نمط الاستهلاك، وتحديث تقنيات ترشيد الطاقة، وتعاون المواطنين، كلها عوامل رئيسية في التغلب على هذه التحديات.
تطوير البنية التحتية للطاقة وتعزيز الكفاءة
بالإضافة إلى إدارة الاستهلاك، شدد الرئيس على ضرورة تطوير البنية التحتية للطاقة، قائلاً: «الحد من الاستهلاك وحده لا يكفي لتجاوز أزمة الطاقة؛ نحن بحاجة إلى استثمارات في التكنولوجيا الحديثة، وتحسين كفاءة محطات توليد الكهرباء، وتوسيع شبكات نقل الطاقة».
وأضاف أن الحكومة تعمل على توقيع عقود جديدة تهدف إلى زيادة الإنتاج ورفع مستوى الكفاءة، بما يضمن تلبية احتياجات البلاد بشكل مستدام في المستقبل.
كما دعا پزشكيان القطاع الخاص إلى الاستثمار في مشاريع ترشيد الاستهلاك وإنتاج الطاقة، مؤكداً أن مشاركة القطاع الخاص ستسهم في تسريع عملية التنمية وتحسين كفاءة قطاع الطاقة في البلاد.
التعاون الوطني لتجاوز تحديات الطاقة
وفي ختام كلمته، أكد الرئيس على أهمية التعاون الوطني لإدارة استهلاك الطاقة والتغلب على التحديات المستقبلية، قائلاً: «لن نتمكن من تجاوز هذه التحديات إلا من خلال تعاون شامل بين الحكومة والقطاع الخاص والمواطنين».
وأعرب مجددًا عن امتنانه لمشاركة المواطنين في حملة ترشيد استهلاك الطاقة، متمنياً أن تترسخ ثقافة الاستهلاك الأمثل بشكل أوسع في المجتمع. وأضاف أنه من خلال الإدارة السليمة للموارد والتعاون الجماعي، يمكن التغلب على تحديات الطاقة وتهيئة الطريق نحو تنمية مستدامة.
